تاريخ حركة النهضة

 

 

النهضة، مسيرة رسمها الشهداء ويواصلها الأوفياء

 

ترجع بداية حركة النهضة إلى أواخر الستّينات تحت إسم الجماعة الإسلامية. من أبرز مؤسّسيها الأستاذ راشد الغنوشي والمحامي عبد الفتاح مورو ومن أبرز المشائخ الذين تتلمذ عليهم شباب الحركة الشيخ محمد صالح النيفر والشيخ عبد القادر سلامة.

انحصر نشاط الجماعة في البداية في الجانب الفكري العقدي في الحلقات المسجدية، ثم أصدرت الجماعة بين 1974 1981 مجلة المعرفة ثم جريدة المجتمع فجريدة الحبيب وقد تعرّضت جميعها إلى القمع والمنع من لنشر وملاحقة مسؤوليها.

في أوت 1979 أقيم المؤتمر المؤسس للجماعة وفي ديسمبر من نفس السنة بدأ الاضطهاد والملاحقة .

غيّرت الحركة اسمها لتصبح " حركة الإتّجاه الإسلامي " وتم ذلك علنيّا يوم 06 جوان 1981 حيث تقدّمت الحركة بطلب رسمي للإعتراف بها ولكن السّلة عمدت إلى إيقاف قياداتها وحوكم عشرات منهم في سبتمبر 1981 وصدرت في حقّهم أحكاما تراوحت بين 6 أشهر و11 عاما.

تم الإفراج عن المساجين سنة 1984 وشهدت أواسط الثمانينات تنامي انتشار الحركة شعبيّا وتنامى قمع السلطة لها فكان أن قاومت الحركة القمع والإقصاء وصعّدت احتجاجاتها السلميّة ضدّ حكم بورقيبة ممّا ساهم في إنهاء حقبته سنة 1987.

أفرج نظام السابع من نوفمبر عن أغلب سجناء الحركة التي أمضت على وثيقة " الميثاق الوطني " سنة 1988 ثم غيرت اسمها انسجاما مع قانون الأحزاب ليصبح " حركة النهضة " ولكن قوبل طلبها الترخيص القانوني بالرفض.

شاركت الحركة في الانتخابات التشريعية سنة 1989 بقائمات مستقلة وتمكّنت من الفوز ولكن نظام بن علي زوّر الانتخابات.

مثلت النتائج الحقيقيّة للانتخابات 1989 منعرجا في الحياة السياسية في تونس حيث قرّرت السلطة وبدعم من اليسار الاستئصالي إلى اجتثاث حركة النهضة واستئصالها من المجتمع ومن الحياة السياسيّة.

شنّت السلطة حملة " تجفيف المنابع " دامت عقدين من منذ سنة 1990 وشملت الإعتقالات عشرات الآلاف من أبناء وأنصار الحركة واستشهد منهم عشرات الآلاف من أبناء وأنصار الحرك، واستشهد منهم عشرات بسبب التعذيب والإهمال الصحّي المتعمّد.

واصلت الحركة نضالاتها السياسية والحقوقيّة خاصّة خارج البلاد وأبرزت باستمرار معاناة شعبنا ومعاناة مناضليها تحت حكم الطاغية بن علي حتى منّ الله سبحانه على شعبنا بثورته المباركة وعادت الحركة إلى حضنها الشعبي بمشروعها الوسطي والديمقراطي من أجل تونس العربية المسلمة الحرّة التي لا يُظلم فيها إنسان ولا يستبدّ فيها طاغية.